الخميس، 18 ديسمبر 2014

جواب من السفر ...

لما كنت في الكلية، كنت دايما باستنكر لما حد يقولي " إمتى بقى حتخرج و أسافر"... كنت بحس جدا إن اللي بيقول كده معندهوش أصل.. بشوفه  بالضبط زي الراجل اللي أول ما كِبر و إتعلم، إستعر من أمه .. إستعر من جهلها و جلابيتها المقطعة. لما جت الثور،, الوضع إختلف... ناس كتير من اللي كانوا مسافرين رجعوا مصر ...و قرروا يقعدوا هنا و ميسافروش تاني، و يضيفواللناس كل حاجة إتعلموها في الغربة. بس بعد شوية ... ومع الظلم اللي بنشوفه كل يوم في الشارع وفي التلفزيون والجامعة و في البيت وفي كل حتة،الناس بدأت تيأس تاني .. و رجعت نفس العبارة تتردد تاني .. " إمتي بقي نهج و نسيب البلد دي" !! بس المرة ديه, ماقدرتش ألوم على حد زي الأول ... مش قادرة أقول إنهم غلط، ولا برده قادرة أقول إنهم صح ! المرة ديه الآية إتشقلبت ... بعد ما كانوا عايزين يسافروا عشان فرص أحسن في كل حاجة و قرروا إنهم ممكن يخاطروا و يسيبوا كل دة و يرجعوا، المرة دي أمهم هي اللي مش عايزاهم … أمهم هي اللي بتخونهم و مستعرية منهم !!
أعرف ناس كتير من صحابي فعلا سافروا .. تقريبا كلهم ... وساعات كتير لما بفتكرهم بدمع ... مش علشان هما واحشني، خالص .. إحنا كده كده بنتكلم على طول و روحنا بتتواصل مع بعض رغم البعد ..... إنما عشان هما برده رغم إنهم عملوا اللي في دماغهم وسافروا، هم لسة مش مبسوطين …!! ..  حتى هو … سافر .. و منغير ما يفكر إيه اللي مستنيه قدام و إيه اللي حيسيبه وراه، راح … فجأة إختفى من حواليا …رغم إنه وعدني كتير إنه دايما حيكون موجود …!
"منار ... أنا آسف .. أنا آسف إني بكتبلك الجواب ده دلوقتي .. بعد فترة طويلة جدا من سفري وقطع سؤالي عنك ... أنا عارف إنك حتكوني كويسة زي مانتي معوداني دايما منك ... وابتسامتك اللي بتطمن لسة مرسومة على وشك مش بتتشال .... وكلامك حيكون لسة بيحضن الناس منغير ما تقربي منهم... أنا عارف إنك عمرك ما حتتغيري و حتفضلي كده على طول. إفتكرت وقت ما سافرت إني حقدر ألاقي حد غيرك .. حد يعوض اللي محتاج أعيشه معاكي بس كان لسة ماءانش الأوان ... أنا كنت مستعجل .. وكنت عايز كل حاجة تيجي بسرعة .... بس بعد ما سافرت و إتمردت على أهلي والناس و حتى عليكي ... أنا، سة مش مبسوط !!  ... مش ديه الحياة اللي كنت أتمنى أكمل فيها يا منار  ... مش ديه الناس اللي كنت عايز أبدأ معاها من جديد !! .. الناس هنا باردة قوي  .. الناس مش بتطبطب .. ماحدش مستعد يضيع وقته عشان يسمعك، عشان يفضل قاعد معاك لحد ما الكلام يطلع لوحده. أنا حاسس إني بقيت ترس صغير في المكنة الكبيرة اللي طاحنة كل الناس ... يمكن الناس هنا بتقدر العلم، بس مش هم اللي محتاجين ده ... إحنا اللي محتاجينه!!... أنا حاسس إني محروم .. محروم إني حتى لو وصلت للي أنا عايزه  أرجع و أقول شكرا للناس اللي وصلوني لدة!  .... الغربة صعبة قوي يا منار ... الغربة وجع ... الغربة سكينة غارسة في القلب وماشي بيها طول الوقت ومش قادر حتى اصرخ استنجد بـحد  ... الغربة بتحرق في قلوبنا كل يوم ... الغربة عاملة بالضبط زي الخابور  اللي بيخرم في الراس كل يوم الصبح لما باصحى على شمسهم الباردة، اللي مش عارف أتعود عليها .......أنا آسف، طولت عليكي ... بس عايزك تكوني حلوة على طول ... وتفضلي تنوري حتى لو أنا كنت زعلتك كتير .. وحتى لو الدنيا كمان زعلتك ... لو سمحتي افضلي منورة "....
ليه إخترعوا الطيارات؟ ... عشان تحرق قلوبنا على الناس اللي بنسيبهم ورانا و إحنا ماشيين
طب و الشنط؟ ....... عشان نِلم فيها حتت من قلوبنا تفكرنا بـدفا هناك
و الباسبورت ؟ ...... عشان يشيلوا عننا جنسية الإنسان و نتصنف حسب الأصل واللون
طب و ليه عملوا الحدود ؟ ... عشان تحسسنا بعجزنا .. لما كل يوم الصبح نبقي عايزين نشوفهم، و مش بنبقي عارفين !!


الاثنين، 15 ديسمبر 2014

سلمى ....

سلمى بنت غير كل البنات 
مختلفة عنهم في كتير حاجات 
والحاجات اللي شبهّم فيها
هي برضه مختلفة
سلمى، طول عمرها خايفة 
خايفة خوف يزقها تشوف
و تجرب كل جديد حواليها
و تتحدى الظروف
الحلم
ماسك سلمى في رِجلِيها 
متشعبط فيها 
أو هي متشعبطة فيه 
و عارفة إنها في يوم حتلاقيه
رغم الخوف 
....
سلمى بتشوف
إن أكيد ربنا
جابها هنا عشان حاجة 
للناس، سلمى دايما محتاجة 
بِـشكل بيكون مخيف ساعات
و فأوقات بيقويها
تنشر فيهم سعادة 
ومن روحها
تديهم روح ... 
و ساعات بتشوف
طَب ما يمكن هي دي الحاجة 
إنها تطيب كل جرح مفتوح 
وتدي من ضحكتها
للي ناقصهم روح
فتبتسم
و تروح 
....
سلمى دايما  كانت تحب تلِّف
و تعرف أسرار و خبايا  البشر
و تزيح ستاير
حاجبة عننا نور القمر
ستاير قافلة عيون كتير
عن بكرة 
و اللي جيّ بعديه
ستاير مبوّرة كل العقول
و بِـسببها
كل قلب مفطور
ستاير فُرقة .. ستاير جهل 
ستاير مُخ مقفول
من موروث أهل
علي مر العصور 
 ستاير خوف من نظرة شوق 
أو قولة بحبَك 
بـصوت رقيق و سهل
....
 سلمى سافرت
سلمى راحِت
 سلمى زارت بلاد ياما 
و في كل بلد شافت علامة ... 
و إتعرفت على أنواع جديدة من البشر
ناس مش بتُؤمن بالقدر 
وناس تانية القدر بيفرّقْهم 
و يسلموا
و يقولوا ده نصيبهم
و منهم اللي كاره للسلام
و منهم اللي مش بيبطل كلام 
عن اللي كان
و لسة حيكون 
.....
على حسب الزمن الناس بتكون 
و على قد الوجع، الناس بتثور
بتثور و بتطلب بـحقها 
سلمى قامت قالت لأهلها 
الستاير
حاجبة عنّا نور الشمس 
و العتمة  بتتشوهنا 
و بتتوهنا
و بتزيد في معالمنا طمس 
وزماننا 
غِير الأمس
بيكره العتمة ... 
إفتحوا الشبابيك
و إِطلقوا روحنا للفضا
خلاص
بدل الواحد
اتعلمنا مليون درس 
إحنا صوتنا طلع 
ومش حنسكت بعد النهاردة 
عشان زماننا
مبقاش فيه مكان للخرس !! 

الأحد، 14 ديسمبر 2014

بنت كبير قبيلة الغجر ...

و أنا صغيرة،كان شعري طويل ... اسود وثقيل و دايما ماما تعملهولي ضفيرتين ... وده حوله من شعر اسود طويل و مفرود .. لشعر متكسر من الضفاير  .. متموج زي الغجر. لما كبرت شوية، بقييت أحب جدا اتفرج على مسرحية كارمن .. بتاعة سيمون .. كان بيبهرني جدا لبسها و شعرها  و رقصها بين جنود الملك ... روح كارمن الحرة، بترفض أي قيود ... حتى قيود الحب، كارمن رسمتلي صورة مختلفة عنه .. صورة جديدة مترسمتش في بالي قبل كده ... الحب اللي بيحرر، مابيقيدش ... بيطير لفوق في السما .. مش بيسلسل بـجنازير  دهب ع الأرض .. الحب اللي بيدي مساحة للروح إنها ترفرف بـخفة ... وتدور وتشوف كل حتة ... وترجع لحبيبها بليل ...!!  

بنت كبير قبيلة الغجر كانت جميلة جدا ... شعرها طويل عمرها مابتسرحه .. متموجع و سواده سواد الليل .. هدومها مش لازم خالص تكون أحسن حاجة ... بتفضل ماشية طول اليوم تلف بين الناس .. حافية .. منغير حاجة في رجلها، وعمر ما حد لامها في ده .. كانت دايما تحب تتواصل مع الأرض منغير أي موانع .. الأرض, اللي دايما كانت بتشوف إنها حتة منها :)   ...  بترقص وبتغني طول الوقت .. تتنطط طول النهار من حتة لحتة .. من بيت لبيت ومن شارع لشارع ...صوت ضحكتها، معروف و مميز بين كل اللي عايشين في القبيلة ... صوت ضحكتها كان بيصحي الورد كل يوم الصبح .. و يقول " صحوا النوم .. الشمس طلعت على رمش العيون ... النهاردة يوم جديد .. أحلى من امبارح .. وبكرة .. حيكون أحلى منهم كلهم " ... تمسك الدف و تبدأ تجمع البنات الصغيرين و تلف معاهم في دواير .. و في نص النهار تروح حمام البنات .. ترسم حنة على كعوبها و علي كفوف إيدها، و تطلع تاني للطرقات والحنة محلياها زيادة على حلاوتها .. وقبل مابتروح بيتها ساعة الغروب، كانت بتروح للخالة اللي بتوشوش الودع .. تتكلم معاها شوية .. ومع الودع شويتين ... وتسمع من حكمة العرافة عن بكرة .. و عن الدنيا و اللي شايلاه قدام !! . لما بيجي الليل، كانت بـتحب تتفرج ع القمر  .. وتدور على مجموعة النجوم بتاعتها، تتأمل فيهم، أو هما يتأملوا فيها وتخمن كل يوم حكاية جديدة عن بداية قصتهم، وإيه اللي بيربط بين الإتنين .. حكايتها .. وحكايتهم ... !! ... 

لما كِبرت أكتر, عرفت إن في كتير من روح بنت كبير قبيلة الغجر كانت جوة .. و رغم إني عارفة إن فكرة أبقى هي مش ممكن تحصل دلوقتي, مش بس عشان المجتمع وعادته, إنما عشان الزمن والمكان والواقع اللي حاولينا بـكل ظروفه, بس برده الفكرة ماكانتش بتغيب عن بالي ... كنت حاسة بالظلم جدا إننا تقريبا صورة طبق الأصل وأنا اللي متسابة هنا مش عارفة أتصرف مع العالم العجيب ده منغير قبيلتي اللي اتربيت واتعودت عليها .. ليه مضطرة اتأقلم هنا مع إن هنا ده مش بتاعي ... عارفة إن ربنا جابني هنا عشان سبب, بس فعلا مكنتش ببطل تفكير فيها طول الوقت . وفي يوم روحتلها, وقلتلها إني فعلا محتاجة إننا نبدل شوية ... نجرب .. يمكن هي تتبسط مكاني !! .. ضحكت ضحكتها المشهورة وهزت راسا ... متكلمتش ... وشدتني من إيدي عشان نروح لخالتها اللي بتوشوش الودع ... لما حكيتلها الحكاية و ليه أنا مش قادرة أستنى هنا أكتر من كده ... ضحكت هي كمان .. وبصتلنا إحنا الإتنين وقالت " ده صعب جداً يحصل ، إلا في حالة واحدة بس ... لو إنتوا الإتنين رمحتوا بـسرعة نور الشمس ووصلتوا سوا في نفس اللحظة عند النقطة السودة اللي فوق راس الملك يوم ميلاده ... لو ده حصل ... إنتي وبنت كبير قبيلة الغجر تتبدلوا سوا " .... 

بصينا لبعض وعرفنا إن مفيش فايدة .. رجعت هي على القبيلة، و أنا على البيت ... و عمري ما راح من بالي حلم : بنت كبير قبيلة الغجر .. !! 

الجمعة، 12 ديسمبر 2014

المدرسة .... :)

من أكتر الحاجات اللي فرقت جدا معايا في حياتي... المدرسة :)  .. لما دخلت الفصل في أولى اعدادي .. وقعدت اتفرج على البنات اللي قاعدين حواليا, ماحستش إن في أي حد شبهي … حستهم معاويج قوي... وده كان أول انطباع أخده عن الأشخاص هناك … إنما المكان .. المكان كنت متعلقة بيه تعلق كبير جدا .. كنت متعلقة بيه حتى قبل ماأشوفه من كلام أختي الكبيرة عنه !!
سنة 1929، أيام ما الإنجليز كانوا في مصر، و أيام ما كانت إسكندرية الكوزموبوليتنية  بتمثل أهم المدن اللي في المنطقة، فكر الإنجليز وقتها يعملوا مدرسة لولاد الخواجات اللي عايشين في إسكندرية في الوقت دة، و بدأت أكبر عائلات إسكندرية وقتها تقدم لأولادها عندنا.
كارول  كوهين و انجلا هنري و سوفيا فردريك  ، و كتير من أسامي الطلبة اللي لسة موجودة في كل ركن من حيطان المدرسة لحد دلوقتي. حتي حمام السباحة اللي غرقت فيه روز سنة 42، لسة إسمها مكتوب فيه لحد النهاردة !!
كنت كتير بحب أتفرج علي الصور الأبيض و أسود للمدرسين والطلبة زمان ، و أقارن بين المدرسة وقتها, والمدرسة النهارده ، بعد أكتر من 50 سنة من تأميمها. و المقارنة بتكون بالضبط زي المقارنة بين مصر سنة 29,  و مصر دلوقتي. دايما لما كنت بقف على خشبة المسرح، مكنتش بشوف أي حد من اللي قاعدين بيتفرجوا علينا  .. كنت ببص لفوق و بشوف الدفعات القديمة بالأبيض و أسود بتتفرج علينا، مبسوطين جدا إننا لسة واقفين على خشبة المسرح وبنقدم عليه مسرحيات و أغاني, شبه اللي كانوا بيغنوها زمان :)
لما كبرت ورحت ثانوي، بدأت اتعرف على بنات جداد .. بنات مش معاويج مش بيخافوا يقعدوا على الزرع الا يبهدل المريلة , ولا بيقرفوا لو التراب اللي في الجنينة جه على رجلهم … كنا كتير نقعد نذاكر ونشرح لبعض في الجنينة … ونغني ونضحك ونهزر … و نعيط برضه في بعض الأوقات.
فاكرة قوي شجرة الياسمين الهندي اللي جنب الكانتين .. لما كان بيجي الربيع, كنت كل يوم وانا نازلة من الأتوبيس كل يوم الصبح, بجري عليها .. وباخد وردة من اللي واقعين على الأرض و بحطها في شعري ، و أجري عشان ألحق الحصة الأولي و أنا مكملة اليوم بإبتسامة عظيمة و حاسة إني أجمل بنت في البنات كلهم  :)
الشمس و الزرع و الورد و الهوا قدروا يخلوا كل واحدة فينا عندها روح و فكر و طاقة بتفاصيل مختلفة.. وده بيحصل لحد النهاردة ... رغم إن Mrs. Ann المديرة، بقت الست  الناظرة, اللي متعينة من وزارة التربية و التعليم !!


1957

الجمعة، 9 مايو 2014

عن الله ... رب الحكمة .. !!

كنت ماشية لوحدي في شوارع القاهرة ... بسمع القطعة الصوفية دي .. همهمة.. ثم كتابة !! 
.....................................................................................................................................................
رب الحكمة ... الملهم و الواهب لنا من ضياء حكمتك علي الأرض...الواهب لعيني النور كي أري الحق من الباطل ..هل تسمعني؟... هل تعلم بمناجاتي لك كل ليلة؟... هل تسمع شوقي إليك؟.... هل تري كل هذا الظلم الذي نحياه في ملكوتك؟... هل تري خوف قلوبنا..و ضعفنا... و غلبة القوي علينا؟....هل تري حكم الشرير فينا.... و قهر القوي فينا للضعيف؟.. هل تري تشتتنا و تشتت أفكارنا في كل هذا العالم الواسع الملئ بالمادة التي تأكل أرواحنا يوما تلو الآخر؟...هل تعلم بما يحدث لقلوبنا في كل هذه الصراعات اليومية هل تري كل هذا يا رب!!!!!

أتذكر كلماتك عن حياتنا... عن حكمتك التي تزين عقولنا... عن العطاء... عن الحب...عن سحر الإبتسام..عن القلوب..عن تلاسق الأرواح بعضها ببعض... عن قرناءنا الذين يحيون في العوالم الموازية...نراهم في المخيلة طوال الوقت... و يرونا، و يشفقوا علينا..... عن صفاء السماء و براحها..,, عن القمر و تأثيره المباشر علي أرواحنا... عن كونه نموذجا واضحا ليقين ظهور النور حتي من الأجسام المعتمة.. عن النجوم ... و إرتباط الأم حتحور بالحزام المتجبر حامل الأسرار... عن الإنصات إلي أصواتنا الداخلية التي تحمل كل رسائلك لنا... عن إنتمائنا لك..و لكل ما خلقت.... عن الحرية في الفكر و الأفكار... عن شغف الإكتشاف في ملكوتك مع كل شمس جديدة.... عن الأحلام المؤجلة إلي حين أن نراك .. عن الكلمات التي لم تنطق بعد و لكنك تعلمها!!!

أنا أراك دوماً في كل شئ... أنا أراك في ملكوتك الواسع..أراك في السماء و براحها... في الأرض التي تطعمنا من قلبها كل يوم... في الطيور التي تنشد ألحانا للأرواح كل صباح... أراك في قدرة قلبي علي الخفقان رغم كل ما يأويه من أسرار... أراك في قدرتي علي الحب رغم كل الألم الكامن في الداخل .... أراك في قدرتي علي التسامح مع الأفكار المظلمة ... أراك في بساطة الأفكار النابعة من أعماقي رغم حدة الصراعات في المنبع ...أراك في ضحكات الصغار الغارقين في الفقر ... أراك في هدوء الطفل في حضن أمه ... أراك في أمي، في قلبها ووجهها ... و كلها ... أراك في تحملها لكل شئ ... أراك في كل الأشياء و طوال الوقت و في كل الأماكن و بدون توقف!!

نشتاق إليك .... نشتاق إلي الهدوء .. و السكينة .. و الحب ... نشتاق إلي الحب يا رب! .... نفتقده كثيراً .... في كل شئ ... نفتقد الروح .. و البراح.. وإنطلاقتنا في الحياة بدون خوف... نشتاق إلي وجودك في أعماقنا..إلي حمايتك لنا من أوجاع الحياة...نشتاق لصفاء الأنفس و الأرواح النقية التي خلقتها قبل أن تتشوه... نشتاق إلي إتزان العلاقات بين البشر ... و في البيوت... و بين الرجال و النساء... نشتاق إالي الإتزان بشكل عام، إلي الآيات الصحيحة اللا معكوسة.... نشتاق إلي يديك علي قلوبنا لتهدئ من روع ما نري كل يوم.........

يا رب ... نحن نكلمك طوال الوقت و نناجيك ، تسمعنا ولا نسمعك .... و لكننا علي يقين أنك تري و تسمع... وتتكلم!!

إهدنا الصراط المستقيم ... 
**تم تعديل عنوان هذا الشئ ليتفق مع أدب المناجاة، حيث كانت موجهة إلي تحوت إله الحكمة، عن إسم الله الحكيم
** شكرا لعمر طاهر  :). ألهمني مقاله الشخصي عن مناجاته لله و رسوله في أول عمرة بكتابة دة!

الأربعاء، 2 أبريل 2014

شمس الجمعة الغايبة ....


الموضوع ابتدى بأول يوم شفته في الجامعة ... كان مختلف ... جدا مختلف =) .. مختلف عن كل الوشوش اللي بشوفها كل يوم. 
ماشي مفرود ... مستقبل الصبح بـروحه الجميلة .. ومبتسم =) .. دايما مبتسم ... عمري ماشفته من هنا لآخر الحكاية, إلا وهو مبتسم =) !!
مين ده .... وإزاي وصل هنا؟ وإزاي معداش على راسي , قبل مايوصل هنا ؟!! ... معرفش !! .. 
طب إنت سامعني ؟ .. متأكد؟ .. طيب !! 
.......................................
.......................................
.......................................

بعد تقريبا سنة من وقتها, كنا لسة مخلصين امتحانات ... يوم 25 يناير ... الساعة 7 الصبح , احنا وناس صحابنا, قررنا إن أول حاجة لازم تكون في اليوم تمشية ع البحر, من سيدي جابر لكامب شيزار  (وأكيد يعني مش محتاجين نقول إن الفطار كان ألبان سويسرا).

وإحنا ماشيين ع البحر .. فرحانين ومبسوطين ... وبنجري تحت الشمس .. عدت علينا عربية "أمن مركزي" .... بصينالهم وقلنا : 
- معادنا بعد الظهر ؟هـا ؟.....استنونا ومتتأخروش " !!!! .... وضحكنا ومشينا !!

ولما جه الليل ..... كانت الأخبار اللي ماتسرش ...
 وبعده ... برده الأخبار مسرتش ... 
أما ليلة الجمعة ...... فـالأخبار كلها اتقطعت  ... مفيش أي طريقة عشان نعرف اللي بيحصل في الشارع !! 

تاني يوم, كان الجمعة .. جمعة مختلفة عن أي جمعة .. صحيت مالنوم وانا نفسي مصحاش .. وأول حاجة كانت في بالي, طب انا دلوقتي عايزة أطمِّن عليه ... ياترى بات فين ليلة امبارح؟!! .. 
الموضوع طلع بـجد, مش هزار زي مافكرنا من كام يوم !! 

مسكت الموبيل ... مفيش شبكة 
طب ابعتله على el-facebook؟ ... مفيش نت ...
طب رسالة؟ .............. مفيش أي طريقة عشان أوصله !!
قمت من السرير .. ولقيت نور الجمعة اللي عمره ماغاب, غايب عن البلد كلها....
وقتها بس, ...... قررت أنزل الميدان !!!!!!!!!!! 

منتج ورشة الحكي لشخص ما .... تقريبا الشخص ده , شكلها كده ... يمكن أنا !