إتعرفت عليها في ورشة عمل إتعلمنا فيها إزاي نعمل أفلام قصيرة عشان نوصل للناس قضايا بيئية مهمة ... غصون صديقتي القهرواية كانت واحدة من المنظمين .. ومن أكتر الناس اللي مهتمة بـالكوارث البيئية اللي بتحصل في مصر وبره مصر و علي رأسهم مثلا قضية الفحم ..... لما الورشة خلصت, ماكناش صحاب قوي .. كنت دايما بشوف إن غصون شخصية قاهراوية ناشفة و مش لطييف إننا نقرب عشان ماحدش يزعل من التاني ....
الأربعاء، 18 فبراير 2015
الاثنين، 9 فبراير 2015
عروسة البحر ..
عروسة البحر عاشت بين الصخور في إسكندرية .. إسكندرية .. أصل الثقافة و الفن ... أصل الجمال و الفلسفة و الإبداع ... من أول ما الزمن إبتدى و هي مصاحبة كل اللي عايشين هناك .. البحر و هو بيتنفس، و الموج و هو بيضرب الشط بـدلع، و نسايم الهوا اللي بتعاكس النورس وهو طول النهار بيدوّر على رزقه .. كل يوم الصبح عروسة البحر كانت تصحى و تجيب الشمس معاها .. الشمس، اللي غذت روحها بخير و دفا .. و إديتها من نورها اللي يكفيها و يكفي كل اللي عايشين في المملكة .. :) ..
في آخر 100 سنة ، لما جه الشط سكان جداد، بدأوا يبنوا بيوتهم على طول الساحل .. بيوت كتير و دوشة و مباني عالية بتحجب نور الشمس .. و بدأ كل ده يكْسر السلام و الهدوء اللي المملكة عاشت فيه سنين طويلة و اتعودت عليه. كل المملكة كانت مستاءة .. البحر غضبان ..و الموج ثاير .. و النورس مبطلش تنويح طول الوقت .. حتى السمك لونه قلب رصاصي !! الألوان المبهجة اللي كانت مالية الدنيا بهجة و فرح، إختفت من المملكة ..
أما عروسة البحر، فقررت تمشي .. تمشي و تسيب كل مباني المدينة العالية ورا ضهرها .. تسيب الشر .. تسيب الظلم اللي وقع بين البشر .. تسيب الأنوار المصطنعة اللي باهرة الناس .. تسيب الخوف .. تسيب كل تشوهات المدينة اللي بتاكل من الروح كل يوم أكتر من اللي قبله!
عروسة البحر نطت في البحر في إسكندرية ... و فضلت عايمة على طول الساحل في إتجاه الشرق .. لحد ما وصلت للأصل في فرع رشيد. متعبتش من المغامرة بين الأمواج عند مفرق الفرعين .. فضلت عايمة تصارع الغرق، تايهة بين البلاد .. مش عارفة تلاقي سكن يطمن القلب ولا يِسلّم من الأفكار .... فضلت عايمة ويا النيل .. مستنية النصيب يوديها لبيت جديد في البحر .. بيت، لسة أمراض المدينة موصلتلوش .. بيت لسة الناس فيه بتحب بعض وبتخاف على بعض ... بيت بعيد عن الدوشة، و الشمس بتطلع فيه مش غير غيوم .فَضلِت عايمة لحد ما وصلت هناك .. لأصل الأصل والنقاء و الخير والحنية والروح الحلوة .. فضلت عايمة لحد ما التيار رساها في الجنوب ... وهناك، لقت الحب .. وسكنت .. :) !!
ومن ساعتها، و عروسة البحر بقت عروسة النيل ... و أهل الجنوب باركوا سكنها في القلب طول العمر :)
السبت، 7 فبراير 2015
قرب باب الملتزم ....
من أكتر الحاجات اللي لمستني في رحلة العمرة الأخيرة و إحنا بنطوف في الشوط الرابع أو التالت تقريباً .. لقيت راجل مُحرم بيطوف جمبي .. عجوز جداً و مش عربي الأصل زي ما باين من لهجتة المكسرة ... صوته واضح بين كل الناس اللي بتدعي حواليا .. متضرع جداً في دعائه و بيقول دعوة واحدة بس .. بيرددها لفترة طويلة جدا لحد ما تاه تاني في زحام الطواف ... كان بيقول " رب زدني علما ".... الراجل كان تقريبا بيبكي من كتر ماهو نفسه في الدعوة قوي ... شكله بـدقنه البيضة اللي باين عليها الزمن، و لهجته اللي مش عربي .. و طوافه اللي على رجليه منغير ما حد يسنده أو يزقه بـعربية، عشان يصر على ربنا في الدعوة ديه كان كافي إنه يخليني أدمع و أردد وراه نفس اللي بيقوله ..
النهارده إفتكرت المشهد ده .. طبعا كنت مكسوفة جداً من نفسي إني كنت عمالة أدعي دعاوي دنيا خايبة و نسيت أطلب من ربنا العلم، رغم كل الأسئلة اللي في دماغي عن كل حاجة حوالينا ... و الحيرة اللي أنا دايما فيها من ساسي لراسي في الدنيا دي .. بس أنا برده نسيت أقول زيه!!
لما قعدت أفكر، في كذا حاجة جت في بالي :
- إيه اللي يخلي راجل عجوز كده يلح في دعوة العلم .. مع إنه خلاص تقريباً عدى الستين ... ؟ أمال فين دعاوي الصحة و الجنة و حسن الخاتمة؟ .. فين دعاوي الأهل و الأحفاد و الرزق؟
-ممكن يكون ربنا عايز يقول قارني نفسك بيه و شوفي الفرق
هو عجوز و إنتي لسة صغيرة ... هو أعجمي و إنتي عربية (*) ... هو بسيط جدا (**) و إنتي رحتي مدارس و جامعات و سافرتي بلاد كتير .. و رغم كل ده هو تفوق عليكي في طلب العلم .. حتى لو بـطلب شفهي !!
هو عجوز و إنتي لسة صغيرة ... هو أعجمي و إنتي عربية (*) ... هو بسيط جدا (**) و إنتي رحتي مدارس و جامعات و سافرتي بلاد كتير .. و رغم كل ده هو تفوق عليكي في طلب العلم .. حتى لو بـطلب شفهي !!
(*) لو فرضنا إن العلم اللي كان بيطلبه علم دين، فأكيد ده حيكون أسهل بـكتير بالعربي .. لغتي الأصلية !
(**) حسيته راجل هندي بسيط .. مش متأكدة من ده !! ..و هي دي الفكرة العظيمة .. الحكمة من لبس الإحرام .. كل الناس زي بعض .. دكتور الجامعة جنب عامل النضافة .. ولمعت في عيني في اللحظة ديه "لا فرق بين عربي ول ا أعجمي إلا بالتقوى " ... مفيش فرق بيننا إلا بأفكارنا و أعمالنا .. !!
- أنا طول فترة العمرة و أنا عندي أسئلة كتيرة جداً عن حاجات مختلفة في الكون و الزمن و ربنا و الرسل و الناس .. أسئلة لا ليها أول و لا آخر .. وكل ما بكلم حد فيهم مش بيضيفلي كتير ... ياترى الإجابة كانت في الراجل ده؟ .. إني أدعي بإن ربنا يزيد من علمي عشان أفهم ؟
- الآية ديه ربنا بعتهالي في شهر تسعة لما صديق ألماني حديث الإسلام طلب مني أعمله سلسلة مكتوب عليها " رب زدني علما" .. برضه إتلمست جداً .. و كالعادة زي كل مرة، نسيت !! ..
أعتقد رسالة ربنا وصلت ... بس أنا لسة محتاجة علامات أكتر عشان أمشي فيها للي المفروض أوصله بالضبط .. أعتقد كده !! .. ممكن يكون الهدف إني اخد خطوة و بعدين هو حيكمل معايا .. ممكن كدة اه !!
#شكرا_إنك_سمعتني :) ... #شكرا_إنك_بتسمعني :) #شكراً_علي_النور :)
![]() |
Now be silent. Let the One who creates the words, speak. He made the door. He made the lock... He also made the key" !"
Rumi |
الخميس، 5 فبراير 2015
من الإسكندرية إلى المدينة!!
أنت في السماء وأنا على الأرض ..
كلانا ينظر إلى الآخر ..
أكتب إليك خطابات كثيرة .. أعلم يقينا إنها جميعها تصلك
ولكني لا أعلم كيف أو متى ستتجاوب معها..
أتكلم معك كلما وخزني أحدهم في قلبي أو كلما أصر أحد التائهين على
كسري، ليثبت لنفسه أنه قادرٌ على إنجاز شيءٍ في هذه الحياة, حتى و لو كانت قدرةٌ
لهم على البشر .
أبكي وحدي كثيراً و أشكو إليك .. " ضعف قوتي و قلة حيلتي وهواني
على الناس "
ولكني لا أعلم إن كنت تشفق علي لما أرى في كونك الواسع الفسيح, أو
لما أعانيه من عقلي الذي وهبتني إياه وجعلته لا يكف عن التفكير في كل شيء من حولنا.
أم أنت يا رب لا تنظر إلي، وإنك غاضبٌ و تعاقبني بالحيرة في فهم
الأشياء من حولي .. لجحودي على نعمِك الكثيرة، التي أعجز عن سردها.
أتكلم معك في كل صلاة، متشفعة عندك بـحبيبك محمد (صلواتك وسلامك
عليه) الذي أرسلته لنا ليرينا من آياتك في ظلمات الكون الواسع، راجية منك أن تهون
علينا ما نرى في إختبارنا في هذا الزمن العجيب، الذي وقد نظنه من آخر أيام الأرض،
سائلة إياك أن تقوي من عزائمنا، و تذكرنا دائما بـسلعتك الغالية التي تستحق كل هذه
المشقة، و أن تضع يدك على قلوبِنا المتهالكة، التي تصير أضعف يوماً تلو الآخر من
فرط الفزاعات التي ترطمنا يوميا; من موت رفقاء الدرب و فراق الأحبة وسواد الظلم
وتحكم الشرير فينا و قلة الخير بين البشر والإعياء والتشوه الشديد إثر غياب جرعات
الحب من بيننا.
الحب يارب .. نشتاق إليه كثيرا في هذه التجربة .. الحب الكائن بين
محمد وأصحابه، وبينه وبين الأعداء.. حب عبد المطلب لمحمد و دفاعه عنه ضد الاشرار
.. حب أسماء لأبيها و حب أبيها لها .. الحب المتدفق بين محمد وخديجة الذي لم ينتهي
حتى بعد موتِها, حب محمد للحسن والحسين، ورحمته ورفقه بالصغار .. الحب يارب بـشكل
شامل وكامل وعام ...
لقد فكرت كثيرا ولكني لم أصل .. "كيف تراني" ؟ .. لا
أعلم كيف تقييم من أدائي في الاختبار إلى الآن .. و بالرغم من إنني طلبت منك
مراراً أن تُرسل لي علامات لتجيبني، لكنك لم ترسل إلي إجابات واضحة إلي الآن.
أنت تعلم كيف أراك، وهذه مشكلة في حد الذات!! .. فأنا أراك
بـأشكال كثيرة ومختلفة، كلٌ على حسب وقت الإختبار.
أبغض هذه الأوقات إلى قلبي عندما أعبدك رهبةً وخوفاً من تنزل غضبك
.. و أسوأها أيضاً تكون في سخطي عند الإبتلاءات .. فـأراك وقتها الملك الجبار القهار ... وأحبها
إلى قلبي عندما أراك في جمال الأشياء من حولي , وفي السكينة المتنزلة من السماء
علينا من وقت إلى آخر في أحلك الأوقات ظلمة ... حينها، تكون السلام النور الهادي
اللطيف بالقلوب.
أكتب إليك خطابي الثالث ‘ باديةُ إياه من بيتي في الإسكندرية القديمة متعددة الجنسيات .. كاتبةٌ لآخر كلماته عند باب مسجد حبيبك محمد، مستلهمة كلماتي من بعض الأفكار المتدفقة من سلام المدينة المنورة.
أعدك إنني سأكتب إليك كثيراً في الأيام القادمة، حيث أن الدعاء
والكلام قد أصبحا مرهقان جداً على قلبي .. سأكتب حتى أتذكر دائماً أفكاري و حواري
ذو الطرف الواحد معك.
إرضى وإعفو وسامح يا رب .... وإهدي و تنزل بالمزيد من السلام علينا
...
أمتك ضالة ليس لها من يسمع الروح و يطمئنها سواك !!
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)